هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حَـيَّـاكُـمُ الله .. وإقَـامَـةٌ عَـامِـرَةٌ بِـالـفَـائِـدَةِ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو قصي
مدير عام



عدد الرسائل : 57
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ ) Empty
مُساهمةموضوع: الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ )   الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ ) Empty19/4/2008, 1:52 pm

تمهيدٌ

كائنْ أرى من أخطاءٍ كثيرةٍ يقعُ فيها جمهرةُ الأدباءِ والكُتّابِ غير معصومٍ منها إلا شرذمةٌ قليلونَ تعدُّهم عدًّا . وتالِكمُ الأخطاءُ تُزري بصاحبِها ، وتَخفِضُ من قدرِه ، وتكشِفُ عن جهلِه بعلومِ العربيةِ من نحوٍ وصرفٍ وبلاغةٍ وغيرِها ، وتنبّهُ على غفلتِه في شئونِ العلمِ ، وضَُعفِ بصرِه بالاستنباطِ ودِقّةِ النظرِ في التصويبِ والتخطئةِ . ولترينّ من أسفٍ كثيرًا من أُلئكَ يتبوءُونَ من الجاهِ منازلَ عليةً ، ولترينَّ الاحتفالَ بهم والاعتدادَ ظاهرًا لدى العامّةِ والخاصّةِ ؛ وهمُْ كما قدمتُ منَ الجاهلينَ أوْ منْ أشباهِ الجاهلينَ . ولا جرمَ أنَّ هذا من فسادِ الزمانِ ، وخُبثِ الطبعِ ، واستواءِ العامةِ والخاصةِ ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ .
منْ أجلِ هذا بدا لي أنْ أنبّهَ على فريقٍ كبيرٍ منْ هذيكَ الأخطاءِ مستعينًا باللهِ ، لائذًا بحماه .
وسأجعلُ هذا الموضوعَ على حلَقاتٍ متدارِكةٍ ، أذكرُ في كلِّ حَلْقةٍ خمسَةَ أخطاءٍ ذائعةٍ ، وربما عمَدتُ إلى مداورةِ بعضِ الشئونِ اللغويةِ ، غيرَ حاجزٍ نفسي في مكانٍ أزْلٍ ، ومجالٍ ضيّقٍ .
وأنا لا أستغني عن تعاليقِ إخواني الكرامِ ؛ فإن المرءَ قليلٌ بنفسِه ، كثيرٌ بإخوانِه .
وإن أكن أصبتُ فمن اللهِ ، وإن أكن أخطأتُ فرأيٌ رأيتُه ، والرأيُ فيه مخطئٌ مصيبٌ ( من قولِ خُفافِ بنِ نَُدبة :
فلئن صرمتِ الحبلَ يابنةَ مالكٍ *** والرأيُ فيه مخطئٌ ومصيبُ )

===

* الموضع الأول :
يقولون : ( طبعًا ) . وهاتي الكلمةُ يلوكها في لسانه كل أحدٍ جاهلٍ أو مؤتزرٍ بإزارِ العلمِ . وهي كلمة دخيلة في العربية ، أحسَِبها وردت علينا من ترجمة الكتبِ الأجنبيةِ مع بِداءةِ عصر النهضة أو السقطةِ . وللحديث عما جرته علينا الترجمةُ من مصائبَ مقامٌ طويلٌ . وربتما أراد بعضُ المترجمين أن يترجم الكلمة الإنجليزيةَ ( of course ) فلم يعرف لها في العربية مرادفًا فترجمها لفسادِ الطبعِ ( بالطبع أو طبعًا ) وهي حشوٌ من القولِ ، وعِيّ في الكلامِ لا ينبغي أن يلفظها من في قلبِه ذرةٌ من أنفةٍ ، أو قليلٌ من فقهٍ . ( يُنظر في البيان والتبيين / 1 / 113 ) وإني أرى في العربية بديلاً لها هو ( لا جرم ) و ( حقًّا ) و ( أجَلْ ) و ( نعَم ) و ( لا ريب ) و ( لا شك ) ونحوها .

* الموضع الثاني :
يقولون : نحن كمسلمين نخافُ الله . وهذا التعبير المرذول المحرّف للمعنى عن موضعه من تبِعات الترجمة الرديئة . وأنا أحسبها مترجمة حرفيًّا من الكلمةِ الإنجليزيةِ ( as ) فإنها تستعمل بمعنى الكاف ، ويضعونها موضع الاختصاص في العربية . وذِهِْ مما عمت وطمت حتى لا ترى لسانًا إلا يتشدق بها ، وبئسَ من لسانٍ يتبعُ كل ما يسمعُ ، ويجعل لغته حلالاً لكل مفسدٍ ، إنا لله وإنا إليه راجعون !
وفي لغتنا بديل عن هذا التعبير ، أُفردَ له في النحو بابٌ مستقلٌّ هو بابُ ( الاختصاصِ ) تقولُ ـ مثلاً ـ : نحنُ المسلمين نخافُ الله . نُصب ( المسلمين ) بفعل مضمر وجوبًا تقديره أعني أو نحوُه . أو تقول : نحن أيها المسلمون نخاف الله . ومما ورد في ذلك قول الشاعر :
جُد بعفوٍ فإنني أيها العبـ *** ـدُ إلى العفو يا إلهي فقيرُ
وقول الآخر :
إنا بني نهشلٍ لا ندّعي لأبٍ *** عنه ولا هو بالآباءِ يشرينا
وأنبه على أن هذا التعبيرَ الفاسدَ قد أجازه مجمع اللغة العربية في القاهرة بحجج واهيةٍ داحضةٍ لا يُلتفتُ إليها . وهذا شأن المجمع في كل ما يفشو على ألسنةِ الناسِ ؛ إذ يتكلفونَ له التأويلَ تكلفًا ظاهرًا !

* الموضع الثالث :
يقولون : في هذه الفترة . أو بعد فترة ؛ أي : مدة . وهو خطأ ؛ فإن الفترة في اللغة هي الضعفُ والسكون وانكسارُ الحدة والنشاطِ ؛ ولهذا يطلق على ما بين النبيَّين ، كما قال ـ تعالى ـ : (( يا أهل الكتابِ قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل )) .
والبديل من ذلك هو ( مدة ) و ( زمن ) و ( حقبة ) ...

* الموضع الرابع :
يخطئون من يقولُ من العامة ( تَفْتَر ) في ( دَِفتر ) وهو صواب ؛ فـ ( التفتر ) لغة بني أسدٍ ، حكاها الفراءُ .

* الموضع الخامس :
يقفونَ على التنوين ؛ فيقولون ـ مثلاً ـ هذا كتابُن ، أو قرأت كتابَن ، أو اطلعت على كتابِن . وهو غلط ؛ فإن العربَ لا تقف على التنوين ألبتةَ إلا تنوين الترنم ، والتنوين الغالي ، كما ذكر أبو سعيد السيرافيُّ وابن جني وغيرهما ، وقال ابن مالك في ألفيته :
تنوينًا اثْرَ فتحٍ اجعلْ ألفًا *** وقفًا وتلوَ غيرِ فتحٍ احذفا


ونلقاكم إن شاء الله غيرَ بعيد .

آمُلُ أن تشرفوني بتعليقاتِكم ، وآرائكم .



أبو قصيّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zhaad.yoo7.com
أبو كمال




ذكر عدد الرسائل : 6
تاريخ التسجيل : 20/04/2008

الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ ) Empty
مُساهمةموضوع: بين يدي العلماء   الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ ) Empty30/4/2008, 9:53 am

أخانا الفاضل وأستاذنا الكريم، أبا قصي

أولاً: بارك الله لكم مسعاكم، وأثابكم على هذا الجهد الكبير كل خير، وزادكم بسطة في علوم العربية وغيرها مما ينفع الله به الإسلام والمسلمين...

أما عن تعليقي، فقد عنَّ لي بعد أن اطلعت على ما أتحفتنا به في هذا الجزء من الأخطاء، أن أضرب معكم –على قلة علمي وقصر باعي- بسهم، والآراء يكمل بعضها بعضًا.

- أنت تعلم أن اللغة كائن كبقية الكائنات، وقد أصابها على مر العصور بعض التطور الدلالي الذي لحق ببعض كلماتها جراء استخدامها الذي اكتسبته عُرفا في عصر ما، وقد رأينا من ألفاظ المولدين ما رأينا، وراق لنا كثيرًا بعضُ التراكيب المعنوية التي استخدمها كثير من شعراء العصر الحديث ولم ينكرها عليهم أحد رغم ما به من جدة، كأبي القاسم الشابي ومحمود حسن إسماعيل وشهيد الإسلام سيد قطب وغيرهم رحمهم الله جميعًا. وهذا باب فسيح من أبواب العربية لستَ في حاجة إلى التبصير به؛ فأنت وأمثالك أعلم مني به، ولكن الشيء بالشيء يذكر؛ إذ جرني إلى هذا نيتي في الحديث عن كلمة "طبعًا"، وباختصار: ألا يجوز -يا أستاذنا- أن نعتمدها من باب فسيح وسع غيرها من الاستخدامات؟ باب الحذف والتقدير؛ كأن من يردّ بها يقصد أن يقول: طُبعت على ذلك طبعًا، أو: أنا مطبوع على ذلك طبعًا. وكذلك "بالطبع"، من نسأله أتحب العربية؟ فيقول "بالطبع"، كأنه قال: أحبها بالطبع. أي "بالفطرة".

ثانيًا: يؤلمني ويؤلم غيري الإساءة إلى المجمع المصري؛ فالمجمع المصري جمع –فيما مضى- رموزا وأعلاما لا يختلف عليهم أحد، كانوا على علم جمّ بالعربية وأسرارها ومنحهم الله أدوات ومعايير لغوية تؤهلهم للقياس واعتماد التعبيرات الجديدة، من أمثال: أ.د. عباس حسن، الذي وضع بين يدينا منجزًا لغويًا يقصر عن القيام بمثله الجماعة من علماء هذه الأيام، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، ومِن غير اللائق بكم أن نذكركم بجهوده رحمه الله، وأ. علي الجارم، وعلى الرغم من بساطة وسهولة ما تركه لنا في البلاغة والنحو إلا أن الله منحه القبول والفهم من قبل أبناء العربية وهذا يكفي، كما يشفع له عند العربية وأهلها المشاركة في إعداد المعجم البسيط، وهو –رغم ما أخذ عليه من قبل البعض- إلا أنه يعد أفضل المعاجم الحديثة وأكثرها انتشارًا واعتمادًا من قبل الدارسين، و أ.د. شوقي ضيف، الذي لم يتوفر على فرع بعينه من فروع العربية وعلى الرغم من ذلك فقد توسع وأجاد، وغير هؤلاء ممن لا يسمح المجال لذكرهم...

والمجمع قد وقف -في مرحلة حرجة- حلقةَ وصل بين متناقضين: بين العربية الأصيلة التي تسكن بطون المعاجم وأمهات الكتب من جهة، وتيار التجديد الجارف الذي أخذ في طريقه المصري والشامي والمغربي والأندلسي وكاد أن ينسيهم لغتهم، وفي ظل الحروب الضارية التي استهدفت القضاء على هوية العربية، وإهمال العرب وضعف عزيمتهم العلمية، وعزوفهم عن مناهلها الصافية ورغبتهم عن العيش مع النابغة وعنترة والمتنبي، في ظل هذا وغيره مما تناوله الكثيرون وقف المجمع المصري يطبب مرضى العربية بأناة ورفق، دون إيغال في القديم منفر، وبلا تفريط في الأصيل نهلك معه... ولا أود الإطالة، فإنما الغرض أن نحسن الظن بعلمائنا ونحد من قذفهم بالتهم التي قد تنال من قاذفها، فضلا عن خلق الشقة والفرقة بين كثير من محبي هؤلاء الجهابذة وبين من يسيء إليهم، ولا ننسى أن لحوم العلماء حرام...

والتعبير: نحن كمسلمين. رغم وجود الأصل الذي يغني عنه إلا أن أعضاء المجمع قد اعتمدوه ولهم في ذلك رأيهم، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، وكل منا يخطئ ويصيب، وأنا لا أرى أن هذا الاستخدام قاصمة ظهر العربية؛ فمن يطالع الكتابات اليوم يجد من الأخطاء ما يحتاج إلى السنين الطوال حتى تبرأ منه بنت عدنان.

ومما يسترعي الانتباه في كتابات أيامنا هذي، وجدير بالمواجهة العاجلة، آفة استخدام حروف الجر؛ فقلَّ من يستخدمها موافقا اللغة الصحيحة، فانظر معي إلى حرف الجر "الباء" الذي أصبح لازمة لدى كل كاتب يضعها مع كل فعل؛ نحو: قال بأن، ذكر بأن، أكد بأن، أوضح بأن، أشار بأن، شارك بالندوة، ساهم بالخطة، دعا بأن، رغب ب، اشتبه ب، استاء ب... وغيرها؛ ولا يقتصر الأمر على التخبط في استخدام "الباء" فقط، فهناك خلط كبير بين مواضع حروف الجر مثل: خارج عن القانون، مرّ في، استند على، افتقد إلى...، وغير ذلك الكثير الذي قد يأذن الله لنا بمعالجة بعضه معكم في هذه الحلقات.

وهناك أيضا ما لا يمكن السكوت عنه من الأخطاء النحوية والصرفية التي عجت بها الجرائد وغيرها من المطبوعات، والتي ندعو الله أن يعيننا على توضيحها لاحقًا.

نسأل الله أن يجعل مداخلتنا خالصة لوجهه الكريم، وألا نكون قد أسأنا الخطاب مع أساتذتنا الكرام، وأن يجمع بيننا في كل وقت وحين على طاعته وخدمة لغته... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو قصي
مدير عام



عدد الرسائل : 57
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ )   الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ ) Empty11/5/2008, 5:02 pm

باركَ الله فيكَ أستاذ / أبا كمالٍ



الذي أخرني هو نيتي أن أنقلَ هذا المنتدى إلى موضعٍ آخرَ غيرِ مجانيٍّ ؛ فخشيت أن يضيع ما نخوضَ فيهِ من القولِ ، لأن هذا المنتدى إن انتقلَ لم ينتقل معَه ما فيهِ من المقالاتِ . وقد أصبتُ الآنَ العنوانَ ، ونحنُ الآنَ نعملُ على تصميمِ الواجهةِ ، وما يتصلُ بها .


لعلي أعودُ إلى ما تفضلت به هنا أو هناك ، معَ التحيةِ الطيبةِ .




أخوك :

أبو قصي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zhaad.yoo7.com
 
الجزءُ الأولُ من الأخطاءِ اللغويةِ الشائعةِ ( سلسلةٌ متصلةٌ )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقـسـام :: منتدى سائرِ فُرُوعِ اللُّغةِ-
انتقل الى: