ما رأيكم في...؟

موضوع: ما رأيكم في...؟ 29/4/2008, 10:02 am

أساتذتنا الأفاضل، نود أن نستأنس بآرائكم في بعض النقاط التي قد أكون وصلت فيها إلى رأي؛ ولكني لا أرى الركون إلى رأيي فقط؛ فمن أُعجب برأيه ضل.

1. شاع حديثا هذا الأسلوب: "بعضهم البعض"؛ نحو: يسب القوم بعضهم البعض، التقوا في الندوة يسلمون على بعضهم البعض... وغير ذلك مما لم أجده –على حد اطلاعي- في كتابات ذوي الثقة من أهل العربية، فما توجيهكم لمثل هذا الأسلوب؟

2. هل توجد قرائن صرفية تحدد الفرق بين المفرد وجمع المذكر السالم في المنقوص المجرور المضاف؛ نحو: انظر إلى مشتري الذمم تجده..."للمفرد"، و: انظر إلى مشتري الذمم تجدهم..."للجمع".

3. ما رأيكم في قول الكثير: كافة الناس. بدلاً من: الناس كافة.

موضوع: رد: ما رأيكم في...؟ 11/5/2008, 4:52 pm

حياك الله أيها السميدعُ / أبا كمالٍ

1- هذا الأسلوبُ لا يصِحّ ؛ إذ لا يكونُ لـ ( البعض ) في ( يسلمون على بعضهم البعض ) موضعٌ من الإعرابِ ، إلا أن تجعلَ ( البعض ) فاعلاً مؤخّرًا على لغةِ ( أكلوني البراغيث ) ، وتجيزَ إدخالَ ( أل ) على ( بعض ) كما هو رأيُ بعضهم . وهو على كلٍّ ضعيفٌ .

2- لا توجدُ قرائنُ في ذلكَ . والعرب كما اعتدّوا باللبسِ ؛ فاجتهدوا في توقّيهِ ، كما في قولِهم : ( التقت حلْقتا البطانِ ) بإبقاءِ ألفِ ( حلقتا ) معَ ما في ذلك من اجتماعِ ساكنينِ ، فإنهم أيضًا في مواضعَ أخَرَ لم يبالوا بهِ ، كما في ( مختار ) اسمَ فاعلٍ ، ومفعولٍ . ونحنُ إنما نقتفي سبيلَهم ، ونتبعُ آثارَهم ؛ قالَ الإمامُ سيبويهِ رحمة الله عليه ورضوانُه كِفاءَ فضلِه على العربيةِ : ( فاستعملْ من هذا ما استعملتْه العربُ ، وأجزْ ما أجازوا ) [ الكتاب 1 / 414 ] ، وقالَ في موضعٍ آخرَ : ( قفْ حيثُ وقفوا ، ثمّ فسّرْ ) [ 1 / 266 ] . على أنه إن عُدِمت القرائنُ الصرفيةُ ، فلا تَعدم غالبًا قرائنَ حاليةً تعيّنُ المرادَ .

3- هذا القولُ غيرُ صوابٍ ؛ إذ لا تأتي ( كافة ) في ما أعلمُ إلا حالاً . ولا أعرفُ في إثباتِ ما ذكرتَ دليلاً صحيحًا عمّن يحتجّ بهِ . ولا التفاتَ إلى أقوالِ المتكلفينَ الذين يُكرهونَ العربيةَ على ما لا ترضَى من القولِ بحججٍ داحضةٍ لا تقومُ عند النظرِ ، ولا تنهضُ للتمحيصِ .

أشكرُ لك ما تتحفنا بهِ من الإيراداتِ اللطيفةِ .

محبك :

أبو قصي

موضوع: بعض وكافة 12/5/2008, 10:47 am

أستاذنا الجليل، أبا قصي:

قال رجل لعبد الله بن عباس –رضي الله عنه-: أتيتك في حاجة صغيرة، فقال: هاتِها؛ فالحرُّ لا يصغُر عن كبير أخيه، ولا يكبُر عن صغيره...

ومن هذا المنطلق أسألكم في مسائل قد تبدو لكم صغيرة على أنها على بعضهم كبيرة، فامنحنا سعة الصدر، وبارك الله لكم في علمكم الغزير ووقتكم الثمين. وبدءًا أعترف بما يلي: قد زادتني آراؤكم يقينًا ومنحتني اطمئنانًا فيما سألتُ. ولكن للأمانة العلمية نذكر ما يلي:

- أولاً: بالنسبة لتعريف "بعض" بـ"أل"، وردت "البعض" معرفة بـ"أل" في مصادر لغوية كثيرة؛ مثل: "لسان العرب، وتاج العروس، والمحكم والمحيط الأعظم، وتهذيب اللغة، والخصائص، والمزهر، والعين، والتعريفات، والمقتضب، والمحيط في اللغة، وجمهرة اللغة، والصحاح في اللغة، القاموس المحيط... وغيرها"، وإن كان الأصمعي -رحمه الله- قد أنكر ذلك بشدة، فقد قال الأَزهري: "النحويون أَجازوا الأَلف واللام في "بعض" و"كل" وإِن أَباهُ الأَصمعيُّ". وأعتقد -والله أعلم- أن ورودها بكثرة على ألسنة هؤلاء الأعلام يمنحها شيئًا من قوة الاستخدام.

- أسفر بحثي الضعيف في مسألة "كافة" عن تأكيد ما قلتم من قِبَل كثير من العلماء الذين نصوا على أنها لا تُعرف ولا تُثنى ولا تُجمع ولا تُضاف؛ بما هو غني عن الذكر. ولكن جاء على خلاف الجمهور علماء مثل" ابن جني" في الخصائص حيث استخدمها مضافة في "باب في الامتناع من تركيب ما يخرج عن السماع"؛ فيقول: "...وكيف كانوا يكونون في ذلك على ضعف من القياس، والجماعة عليه! أفتجمع كافة اللغات على ضعف ونقص...". وفي "فصل في التقديم والتأخير"؛ إذ يقول: "...وهذا عند كافة أصحابنا غير جائز...". وكذلك الحريري في "درة الغواص" في ثنايا كلامه عن "يصبأ عنه"؛ حيث يقول: "...وتشهد الآية باتفاق كافة أهل الملل على الإيمان بنبوته...". وقد وقعت في تاج العروس على هذا النص: "قالَ شارِحُ اللُّبابِ: "... إِنَّه اسْتُعْمِلَ مَجروراً واستَدَلَّ له بقولِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رضي الله عنه: "على كافَّةِ بَيْتِ مالِ المُسْلِمِينَ" وهو من البُلَغاءِ، ونَقَله الشُّمُنِّيُّ في حواشِي المُغْنِي وقال الشيخُ إِبراهيمُ الكُورانِيُّ في شرحِ عَقِيدَةِ أُستاذِه: من قالَ من النُّحاةِ: إِنَّ "كافَّةً" لا تَخْرُجُ عن النّصْبِ فحُكْمُه ناشئٌ عن اسْتِقْراءِ ناقِصٍ...". وقد ذكرت هذه النصوص على قلتها من باب الأمانة العلمية لعلها وأمثالها تكون بذرة لبحث مطول يحيط بالمسألة.

- ورد في كلامكم ما يلي: "في ما أعلمُ"، بفصل "في" عن "ما" الموصولة؛ فنسألكم -استفسارًا لا تخطيئًا، مع علمي بورودها مفصولة-: ماذا ترون في هذه الحالة من تقنين للفصل أو الوصل؟

- أسمع وأقرأ دائمًا كلمة "سلوكيات" جمعًا لكلمة "سلوك"؛ فماذا ترون في ذلك؟

- أعلم –حسب اطلاعي- أن همزة الاسم الأعجمي مقطوعة؛ ولكن هناك من يصر على كتابة كلمة "إستراتيجية" و"إستاد" وغيرهما مما شاكلهما بهمزة وصل، فما رأيكم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم الصغير أبو كمال.