عنوانُ المرقص المُطرب
كتابٌ لابن سعيد الأندلسي ( 610 – 685 هـ) وهو صاحب كتاب المغرب في حلى المغرب ، طريف لطيف ظريف ، أما طرافته فلكونه غريب العنوان والمضمون ، وأما لطافته فإنه اقتصر على الزُّبد من كلام المتأخرين والمتقدمين فلم يتعدّ ألف بيت ! ، أما ظرفه فعنوانه ومضمونه يحمل الظرف كلّه ، وكفاك بظرف الأندلسيين ظرفًا !
قسّم المصنف الكلام خمس طبقات :
1- المرقِّص : وعرّفه بأنه " ما كان مخترعًا أو مولّدًا يكاد يلحق بطبقة الاختراع " .
2- المُطرِب : وهو " ما نقص فيه الغوص عن درجة الاختراع ، إلا أنّ فيه مسحة من الابتداع " .
3- المقبول : وهو " ما كان عليه طلاوة ، مما لا يكون فيه غوص على تشبيه وتمثيل " .
4- المسموع : وهو " ما عليه أكثر الشعراء مما به القافية والوزن دون أن يمجه الطبع " .
5- المتروك : وهو " ما كان كلاًّ على السمع والطبع " .
ثم جعل كتابه هذا مختارات نثريّة وشعريّة من القسمين الأولين ( المرقّص والمطرب ) .
والكتاب بين يديّ طبَعته دار الفضيلة ، وحققه : إبراهيم الجمل ، وعبد الحميد هنداوي .
كعادة المحققين زعما أن عملها لم يُسبق ، وأنهما اعتمدا على نسخ عديدة ( مع أنهما لم يذكرا هذه النسخ وأماكن وجودها وصورًا منها ! ) .
بدأ المصنف في كتابة بالنشر مرتبًا على العصور ، ثم أتبعه بالشعر كذلك .
قال واصفًا كتابه " ولم أتجاوز في النظم ألف بيت ..... ورتبته على الأعصار ..... ومزجت المرقصات والمطربات فيه مزج الحمرة بالبياض في الخدود ... الخ "
من لطيف الدرر قولُه عن الحريري " إمام عصره ومقاماته شرقت وغرّبت ، حتى صار ابتذالها عيبها " ! .
والكتاب مع فهارسه أتى – بالطبعة المذكورة – 398 صفحة ، وهو جدير بالاقتناء والقراءة ، ففيه من النفائس الكثير الكثير .