أعلمُ أنّي ضعيفُ اللسانِ ، قليلُ العلمِ ، كثيرُ السّؤالِ ، أعتبُ على زلّةِ العظيْمِ ، وأُشيدُ بالتعلّم للمُتعالمينَ مِثلي خُصوصاً في هذهِ اليَقظةِ العلميّةِ التي نَعيشُهَا ، ونواة ذلكَ بالتأدبِ وَالأخلاقِ الحسنةِ ، وقوةِ الرأي ، وَعمقِ العُلوم ، وسرعةِ البديهةِ ، وَسلامةِ اللسان ، لذا عزمتُ على فضحِ عيوبي بالكتابةِ حتى أصررتُ على نشرهَا بين أماثل القوم ، علّي أتّعظُ بعدما اقترفتُ من تَفريطي آفاتٍ لا أكادُ أُحصيهَا . وبمَا أنّ هذا المنتدى قائمٌ على تعليم اللغةِ العربيّةِ وبيان علومهَا ، فكان مِن الأوْلى بي إفشَاءَ مرض يُصاحبني ، وهوَ متعلّق بما تُدندنونَ حَوله ، فقدْ أجدُ الدّواءَ منَ الدّاء ! . وإنّي أتوسّل إليكم ألاّ يُرشدني أحدكُم باسم كتاب قد تعلّمهُ ، أو أرجوزة قدْ حفظهَا ! ، فقدْ مللتُ من حفظ المتون وقراءة شروحاتها ، حتى أصبحتُ متعلّماً جاهلاً !.
وقدْ أنشد أبو حيّان
يظنّ الغمر أن الكتب تهدي * * أخا فهمٍ لإدراك العلوم
وما يدري الجهولُ بأنّ فيهَا * * غوامض حيّرت عقلَ الفهيم
وقدْ عاهدتُ قصياً وأبيهِ على مُذاكرة العُلوم -دون علمهِ ، والعهدةُ بمَا نويتهُ ، طالباً لهُ درساً في أصول هذا العلم ، وتقويم ما نكتب -نحن المتعلّمين- بتصويب الخطإ وبيانهُ ، وإنْ طالت المدّة في بسط المُشكل منهُ فلا ضير -إنْ شاء الله.
باستكمال العدِة تتمُّ البُشرى . .
أشكركم جميعاً وبالأخص الأديب الناقد الحبر البحر الفهامة أبا قصي .
تنويه : (رجوتُ أنْ يكونَ للعلم الشرعيّ قسمٌ خاصّ بهِ)
أبو تميم