هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حَـيَّـاكُـمُ الله .. وإقَـامَـةٌ عَـامِـرَةٌ بِـالـفَـائِـدَةِ
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو تميم




ذكر عدد الرسائل : 4
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty
مُساهمةموضوع: مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !   مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty2/5/2008, 1:03 am



أعلمُ أنّه من العيبِ نشرُ السّوأة ، ولكن هيَ مِن كتابات الطّفُولة (كنتُ يومَ كنتُ) ، فإنْ أعْجبتكُم فأبْلغوني أُكملُ لكُم شريْط الذكريَات ، وإلاّ فاصْمتُوا خيْراً لكُم.

___________________________

(الجزء الأوّل)

لاأعلم كيف أبدأ وأنا أبدأ في تخطيط كلمات لاتفيا بالغرض الذي أريد .. فإن كانت البداية تنهي الواقع وتعبر عن صديق لطالما مددت له بالزفير والشهيق .. ليس (للتنهت) ولكن لدمع يسكب كالإبريق إلى الأحباب ..مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Eek5


أحبك .. قد تكون سمعتها بين الفينة والأخرى .. وعلى ضفة نهر وعلى هضبة بل على سفح جبل يكاد يتهدم من تكرار تلك الكلمة .. ولكنها تختلف عند العشاق والمحبين .. تختلف عندما يقولها الزوج لزوجه (أحبك) فعشقه المقصود غرام وهيام لأجل تحقيق مقصود (في خمس دقائق) .. ولكن إن أتت من قلب لطالما تبلل بالدموع فهل يتبلل القلب بنزول الغيث؟ ..


سواء كنت على متن حافلة أو على كرسي وطاولة .. سأعلنها صراحة وبدون أي مجاملة .. أحبك من أعماق قلبي ...


اعلم أن كلامي مسروق من القلب بتوجه حثيث مستأذن إلى اليد باستخدام الأصابع لتنقش ماأقوله بماء من الذهب على وجه التاريخ الحافل بالمآسي .. فهل حلت بعدك مصيبة ..!!مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Ohplease


وأنا أكتب سرعان ماخفق قلبي يريد الموت عن أمور لاأعلم أسبابها .. فيشرق النور ويحل السرور .. عندما أعلم بموتك ! .. عذراً .. إني أعشق الصراحة لدرجة كافية حتى وان كان (الكيبورد) يمنعني من سرعة الكتابة والايميل من توصيل الرسالة بهذه الشكلية !! .. ولكن أنت الوحيد الذي يفهمني فلا لوحة مفاتيح ولا(ماسنجر) .. فإني لاأريد لك الموت ولكن قلبي بات أن يهيم على الآخرين حتى أصبح مهيمناً عليهم وخصوصاً لمحبيه ..مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Confused


عندما أردت أن أفتح صفحات الماضي وأقلب بيجاتها (page ) أخذتني أسئلة إلى حيث لاأدري ..

هل تريد أن تعمى عينيك مثل يعقوب عليه السلام ..؟

هل تريد أن تكسر قلبك الرقيق الذي يتأثر بالعصفور في قفصه .؟


جلست أتلهف الأنظار محاولاً ومجرباً بل وزاعماً عدم انتباهي لتلك الأسئلة السابقة فلم الفت النظر إليها .. ولكن سرعان ماحفظتها !! .. كسرت حواجز الأنظمة بكل قيادة.. لأكون (إرهابي صفحات) فلتأت الأمم المتحدة لتفتش في بيبراتي (pepar) لعلها تجد مبتغاها .. أخذت أرمق على الماضي بنظرات مشرقة .. متفائلة برؤية بطلها للفيلم القادم .. فأحدقت النظر وتمعنت جيداً .. فلا أكاد إلا أن أرى نفسي بين رمق الحياة وعلى نهايتها فأترك المسلسل يتحدث عن بصماته بنوع من القالب التحقيقي المباشر ..مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Frown


فبالرغم من السياحة التي أراها بعيني المحبوستين بهما .. إلا أني أتمتع (غصباً) عندما أرى وريقات أشجار خضراء قد اصفرت من سطع الشمس الحارقة .. فأمكث وأبلغ من معي عن وجود مكان مناسب للجلوس .. فأي حال أكون أنا .. عندها همس لي أحد الأصحاب بقوله "لو علم الأوربيون مانحن فيه لجالدونا بالسيوف" (أقصد المكان) ضحكت وتبعت زفراتي ..


فأمكث لأن أكتب فأنا الرجل الجاهل .. أسطر أحرفاً بقلم سائل .. وأتكلم ولو كنت على لسان كاحل .. فلو نظرت الطبيعة في بلادنا ماكدت تفكر بالخروج من السياحة هنا بل والتشجيع عليها .. فنحن ولو كان ذاك توقعاً أننا على مطي التقدم والحضارة عندما تحرر المرأة !! ..مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Read


من أين أبدأ وهل أبدأ وكيف أبدأ .. من النقاشات الرائعة التي أجدت في المتفلسفين روح التضحية !! .. فلقد كانت ولازالت كلماتك ترن في أذني على التمتع ببعض المحادثات الجادة التي أجد في نهاية الأمر أني قد أثرت مواجن لاعلاقة لي بها .. ومع كل ذلك كنت أستمتع ولاأخفيك أنك عقلانياً من الدرجة D.




In break fast

.................................................. ...........................
وبين أجواء الساحة العامرة بالأكلات الشهية والكلمات السخية .. بين غدو ورواح .. إذ بي جالس في زاويتها لاأعرف أحداً ولم أرد أن أتعرف فهذا أول يوم لي في هذه المدرسة .. فالكل مشغول للحديث عن المعلمين وسهولة شرحهم لأهمية هذا الحديث لطلاب آخر مرحلة دراسية لهم تحت أحضان التربية والتعليم .. وأنا أرقب من بعد .. وأتمتع في أكلي فما كان يهمني إلا نوعية الطلاب الموجودين .. وأنا أتفكر في مخلوقات الله إذ بصوت يأتي من بعيد..

- *عبداللــــــــــــــــــــــــــــــــه ..مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Eek

لم أهتم كثيراً فأنا لاأعرف إلا واحداً وهو قد انصرف لأصحابه ..(سحب)

- *هيـــــه هيــــــــه ..

وقد عُرفت من قبل بحب (الشرافة) وإذ بي ألتفت عليه .. باستغراب .. ومن هم واقفون ينتظرون قدومي؟ .. وبينهم واحد يلوح بيده الغريبة إلي بأن تعال ..

قمت من مكاني وأنا لم أكمل (السندوشه) وانا في حالة يرثى لها .. سلمت عليهم .. وعرفت أن صاحبي قد استضافني لمجموعة من أصحابه ..جلست وأنا في دهشة ..!!مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! 060

- *(هاه وشلون المدرسة) ..؟؟

نظرت إلى السائل ..ووجهه الغريب وهو ينظر إلى مستلطفاً أن أجيب بكل تفاؤل بدون ذكر سلبيات.. وكان صوته قد أثر بزيادة على ارتباكي السابق ..
فقلت بكل جهد محاولاً أن أصطنع له ابتسامة ولكن هيهات ..!! .. (زينـــــــة زينــــــــة ) ..

قلبت صفحاتي العلمية ورأيت أن الصمت هو الحل الأمثل!! .. بعدها أردت القيام لأشتري (عصير) ..وأنا خائف أترقب كلماتهم ..

- *(وين وراك) .. الآخر (وين وراك مستعجل.. تونا..!)مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! S_35

- لالا يا إخوان (بس أبشتري لي عصير) إن سمحتوا لي ..؟

وماإن وصلت (المقصف) حتى أعلن الجرس بانتهاء (الفسحة) ..


أبو تميم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طالب طب

طالب طب


ذكر عدد الرسائل : 18
تاريخ التسجيل : 20/04/2008

مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !   مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty2/5/2008, 5:30 pm


ما شاء الله ..

أسلوب يسحر أولي الألباب والنهى والحجى ..

فكيف بنا ونحن من ضدهم ..

واصل أبا تميم ونحن في ركبك بإذن الله ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قلم حر
مراقب عام



عدد الرسائل : 11
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !   مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty2/5/2008, 8:19 pm

أبا تميم

أحسنت ..

واصل .. مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! 157418
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو قصي
مدير عام



عدد الرسائل : 57
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !   مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty3/5/2008, 8:43 am

ما شاءَ الله !


أحسنتَ أبا تميم ،

نحنُ هنا نرتشِفُ !



واصلْ ؛ فإنا متابعون .





أبو قصي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zhaad.yoo7.com
أبو تميم




ذكر عدد الرسائل : 4
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !   مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty3/5/2008, 7:15 pm

الأخوةُ الفضلاءُ ، طالبٌ للطبِّ ، وقلمٌ حر ، وأبا قصي . .


كأنّي أشتمّ رائحة التنقصَ لمَا أكتبُ بإشادتِكُم في نشرِ "الغَسيْل" ! ، فإمّا أنْ أتوهم بازدرَائِكُم لي ، أوْ سَأتّهُم ذلكَ الأنْف
الذي أحملهُ !


تنبيهٌ متجددٌ : هذهِ الكتَابة مَنقولة حَرْفيّاً مِن الذّاكرةِ يوم كنتُ صبيّاً إلى هَذا المُنتدى الجَليْل .


______________________________

الجزء الثّاني من مسلسلٍ فَضائحيّ scratch


عصرٌ لا يُعصر



قد قيل في سبق عارم في غبرة العصر .. أن الزمان يغدو ويروح ولا مجيب لأناته أو إعداماته
للإنسانية .. بل حتى في العدل بينهم .. فمنهم من يموت وقد بلغ الستين ومنهم من يلحقه الموت بعدة أيام!


إن الله حرم على نفسه الظلم فحرمه على الناس .. فمالنا نحوم حول الشكوك حين الحكم في قضية؟ ..
فالعدل إنصاف للجميع وإرضاء للخانع و المعتر .. فلماذا نطرأ الظلم في مواطن لايعرفوا أهلها الظلم
في مبدأهم المعيشية أو منهجهم .. لماذا نكتب عن فلان و فلان أنهما جبارين في الأرض سالبين
لحقوق الناس؟ .. فهل يكونوا قد غيروا عاداتهم أم نذروا أنفسهم ليعتلوا فوق أكتاف الناس على معاناة
من حولهم! .. سألت الدول المتقدمة والديار المتحضرة والقرى المخضرمة عن تعليقاتهم حول الظلم ..
فظننت أنهم لايعرفونه بل أني سأحتاج إلى مدرسة إلى تدريس معنى الظلم .. ولكن المفاجأة كانت تنتظر
صناعها .. بعدوات تسبق عدوات الفرس الجائرة .. بأن الظلم قد شاع بينهم كسيل يتفوه به أي سقيم
لايعلم مرضه .. فقد أسدل القاضي ثياب العدل ليجعلها ترمرم في الأرض وتثيرها بين جنبات الفقراء
والمساكين!!


إن أمتنا تكاد تكسر حواجز الأنظمة بدعوى متحايلة على الشرع بل والقانون .. أكاد أتقلب بين وجنات
الظلمة لأسائلهم عن معتقدهم الذي يعتنقون؟ .. فما للابن غير أمه وما للجاهل غير العالم وما للحيران
مثلي إلا الحكيم .. ولكن حينما تقلب الموازين ويدعي المتشدقون بأنهم أصحاب المعالي وأنهم فخراً
يحتذى بهم في كل دار .. تأتي أمور مستغربة .. وعجائب مستنكرة .. لترى الظلم قد شاع .. بل قد أصبح
يباع .. بثمن زهيد لا يحدوه إثم أو غضب من الله .. فلا مراقبة من الجبار أو خشية منه .. ولست بناقل
أنات المظلومين ولكن موقف يحكي جنباته بين أحشائه لينطلق من جور القيود التي وضعتها في كتابتي
هذه .. ويشرح لكم ما عايش من أوجاع وما لحقه من أضرار .. فلا يقرأها المريض حتى لا يزداد مرضاً
ولاالمتفائلون حتى لا يزدادوا تفاؤلاً بعد موجة عارمة يستسيغونها بدواعي كاذبة تزيد الهم رجفاً ..


بين شواطئ الحق البائنة .. وصفاء السريرة الواضحة .. كانت هناك سمكة تجوب البحر تجوالاً
كعادتها .. تنظر إلى جمال الطبيعة وتلتقي بأحبائها .. ذات يوم وجدت طفلاً لايكاد يتعدى عمره الرابعة
عشر .. جلست تتأمل فيه بين خوف وجمال قد وهبه الله لهذا الغلام .. وفجأة إذ به يفتح عينيه
الصغيرتين لتدمع منهما دموع ملأت البحر بحلاوتها .. بعد نظرات مستغربة متبادلة بينهما .. تحدث
الطفل بكل ثقل يحمله وكأن على رأسه الجبال!


• من أنتِ ؟



أجابت السمكة قائلة : أنا أعيش في هذه البيئة تحت ظلال الهدوء والسلام والحب والوئام دون أي
مخاطر تكدر صفو حياتنا .. ولكنك أفجعتنا بقدومك إلينا وعلى هذه الحال .!


فتهلل صدر الطفل ليروي لها ماكتم من أسرار مجيئه وعلى هيئته الحزينة إبتدأ :


أنا من عائلة شرفها الله بأننا مسلمون وأعزها بالمال وكثرة البنين .. ولدت في يوم يشقى علي ذكره ..
واستمتع بزواله .. فلاأطيق أن يردد التاريخ ذلك اليوم .. ولدت وولد معي الشقاء جنباً إلى جنب ..
رضعت من ثديي أمي لأشعر بطعمه حتى الآن .. بلغت سن الرابعة من عمري كما يبلغ غيري من
الأطفال الرضع .. ولكني كنت مختلفاً عنهم .. فأي لعبة أريدها تحضر لي وعلى الفور .. فأجيبت لي
الطلبات وكل المبتغيات .. حتى نفدت عندي الأمنيات! .. عشت حياة الرفاهية حياة الملوك والأمراء
الصغار .. وخصوصاً أني وحيد والداي ..

في إحدى الأيام وأنا قادم من مدرستي في بداية المرحلة المتوسطة .. رننت الجرس لتفتح لي أمي
الحبيبة وأحضنها كما هي عادتي .. ولكن ظننت أني أخطأت في إصابة الجرس الصحيح .. فلقد فتح الباب
امرأة أخرى! .. رجعت بخوف الصادق فلأول مرة أرى تلك المرأة .. حينها دفعني السائق ليعلمني أن
هذا بيتكم ولو تغير المستضيف!! .. علمت حينها أن أمي قد وافاها الأجل .. فماتت ومات معها كل
طموحات أمتلكها وكل أحاسيس ومشاعر كنت أبعثها .. أقف لأبكي ولو كان القلم يسيل دموعاً
لشاركني! ..

لم أذهب إلى صرح التعليم الذي كان مستغنياً عني بعد حالتي المستميتة بين رسوب وإخفاق .. فأتى
النفسانيون ليهدئوا من روعي .. والمصلحين من جزعي .. ولكن هيهات! ..


بعد حقبة من الزمن الطويل .. تفاءلت لأرضخ للواقع .. فأداري الحياة المملة دون أم حقيقة ..
فكم تلمست ثدييها ووجنتيها عند الرضاع .. لأحصل على قبلات حنونة بمزيج من الضم واللم بعد
الفطام .. فأسأل الله أن يرحمها .. جاءت الأم الأخرى لتبعدني عن الحقيقة المرة .. واكتفت بأن تقول لي
وأنا الولد المدلل لاتحزن


لحظة أيها السمكة .. لاتظني أني سأروي لك قصص خيالية أو روايات سينمائية ليتناقلوها أهل الحديث
والمشاعر .. لن أقول أني ضعت في متاهات مالها ثغور .. فلن أقول أني التحقت بصحبة سيئة أهيم
معهم في ضياع غائم .. ولو كانت هي الحقيقة .. نعم .. كدت أن أقع في كل ماذكرت .. فأنا صغير السن
ضعيف الفهم قليل الخبرة دقيق العاطفة والمشاعر .. أصبحت الكلمات توارى عني يمنة ويسرة إلى أن
وقعت في مواضع استاء من ذكرها ..

دعاني تركي صديقي العزيز .. بل هو روحي وقلبي ولساني الذي يتحدث من أجل مصلحتي .. دعاني لأن
نسمر سوياً في جلسة خاصة .. فهي تختلف عن جلساتنا السابقة التي كانت مع (الحلقة) .. أخذت الإذن
من أمي المزعومة أنها أمي! .. ولو كانت معي لطيفة وفي معاملاتها رقيقة .. مع ذلك لم أقود لها نار
الحرب .. فلقد أجهدت نفسها لتبتسم لي عند مشاهدتي .. ومعاني كلماتها أنها تحبني مع غضبي عليها ..
فجزاها الله خيراً ..

أذنت لي لأن أذهب لأنها خشيت أن تمنعني فأعود إلى لملمت أحزاني .. وقلت لها لن أعود إلا متأخراً ..
ذهبت وأنا مجبول الحنان أبحث عن من يأويني .. وصلت إلى تركي .. ليخبرني أننا على موعد مع جلسة
في مكان مجهول! .. لم أمانع ابداً فقد وضعت جميع أسراري وماأملك من ثقة كبيرة في خزينته ..
وصلنا إلى المكان المحدد .. وإذ بشبان في ريعان شبابهم ينبهروا من قدومنا إليهم .. جلست انا
وصديقي ووضعت جميع الاحتياطات اللازمة .. فأنا خائف منهم لأني لاأعرفهم .. ومع مرور الوقت
أصبح الأمر عادياً بدرجة كافية لأن أخرج قدراتي من الضحك وجلب الطرائف .. فلم يوقفنا من ذلك إلا
سماع صوت آذان الفجر .. فاستأذنت لأذهب فأذنوا لي .. بعدما تبادلنا الأرقام .. بعد مدة من تلك الجلسة
الرائعة وتعداد الجلسات الأروع .. اتصل بي عمر ليخبرني أنه مشتاق للخروج معي .. لم أتردد فقد كنت
أحب عمر تلك الشخصية المرحة .. ذهبت معه .. ونحن نتجول بسيارته أوقفها وأنا ذو منظر مبهر ..
فلاأعلم أين أنا ؟ ,, ومن الذي أتا بي هنا ؟ .. وكيف نمت ؟ .. وهل هي غفوة عارم .. أم غيبوبة
مستسلم !! .. وماأرى إلا وأنا كما خلقني ربي!! .. خجلت لأن يراني أحد ولكن المفاجأة أن عمر كان هو
أمامي بابتسامته المخيفة ! ..

أقف لأدعك تتكلمين أيها السمكة .. فتخيلي كل ماحدث .. فقد قلت أني استاء من ذكر مواجعي ..


السمكة تشجب والنحيب حداؤها : آه .. آه .. كم نحن في سلام وأمان لانشعر مايحيط بنا .. لاأخفيك أني
عندما رأيتك .. ظننت أن الشمس قد ازدادت في سطوعها .. والهواء في تعلله .. ماهي البيئة التي
تعيشها .. ذئاب ووحوش مفترسة ..



الطفل مقاطعاً : نعم .. هناك ذئاب موحشة .. تتشكل بأنها أرنب أليف .. إن بيئتنا في زماننا هذا أصبح
فيه الظلم قوة .. والسذاجة رأياً .. والسماجة فتواً وجرأة .. فقد تنافس الناس ليحققوا مرادهم بأي
صورة تروق لهم .. دون احترام أو أقل تقدير لمشاعر الآخرين .. أما أنا الآن فقد أخترت مصيري
بنفسي .. الموت راحة الضعفاء .. ومصير الأوفياء .. فقد قفزت من هذا الجسر .. حتى أوقعت في هذا
البحر العميق فالتقيت بك أيها السمكة .. إن عصرنا لايحب البراءة الرحيمة .. ولاالذكاء الصادق ..
ولاالصراحة الشفافة .. لقد ذلت الأسود من زماننا المخيف .. فلم يعد الأسد يزأر بالحق ويصدع به ..
فألفت القبور لأتحسسها وأشعر بحنانها تجاهي .. أرجوك ياسمكة .. لاتحاولي حل مشكلتي .. مثل
ماادعى أحد المصلحين حينما أتى إلي .. وقد وثقت به وأخبرته عن قصتي .. فذهب مسرعاً إلى أبي
ليخبره .. وماعلم أن أبي أصبح لايبالي بأموري إلا تبرأة ذمته بضربي!! .. فاقترح علي أن أذهب إلى
دار الملاحظة اقتراحاً إجبارياً .. فهو يخشى على نفسه مني خصوصاً أني مازلت صغيراً ووسيماً لدرجة
أن يقترب مني الشهوانيون الكاذبون .. ويبتعد عني الناصحون الصادقون .. فقط لأني وسيم .. حكموا
علي الملتزمون بالإعدام وليته بالقصاص لكان حياة لأولي الألباب .. ولكن إعدام باجتثاث الحياة
السعيدة مني .. بحكم أن هيئتي لاتساعد في مشاركة الدعاه للدعوة .. ولا الرفقاء الصالحون للتنزه ..
فكنت محل شكوك فيمن يسير معي .. فهل سأعيش حياة قاتمة .. لماذا يوضع لي القيود بحكم أني
وسيم .. لماذا توجه لي النظرات الباهرة والعجيبة حين أسير في الطرقات .. بل حتى الشرع الذي حرم
النظر إلي ! .. فإلى أين أذهب؟ .. ومع من أسير ؟..

فما وجدت غير الموت راحة الأشقياء .. يجول بي إلى ماأعلم من مصيري قدر أنملة ..



أبو تميم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو تميم




ذكر عدد الرسائل : 4
تاريخ التسجيل : 01/05/2008

مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !   مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ ! Empty3/5/2008, 11:02 pm

لو فتحتُ باباً للتّصويبِ لمَا كفى هذهِ الصفحات ، فاعتبروهَا ضرورةً .


تصويب : قولي : ( هذهِ الكتَابة مَنقولة حَرْفيّاً مِن الذّاكرةِ يوم كنتُ صبيّاً إلى هَذا المُنتدى الجَليْل) . قصدتُ بالذاكرةِ ، ذاكرة جهاز الحاسب الآلي لا عقلي ، لأنّ فيها من الأخطاء ما تملأ الأوراق ففترت عن تعدليها ، وأحضرتها لكم "طازجة" !!


أبو تميم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مُختاراتٌ قديمَةٌ من أدبٍ يحتاجُ إلى أدبٍ !
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقـسـام :: منتدى الشِّعْرِ والأدَبِ-
انتقل الى: